قصة جميلة للأطفال (الجزء الثالث)

[ahmed_k]

سامحوني لأني تأخرت عليكم ليلة و ما كتبت الجزء الثالث
أكرر اعتذاري وأقول ليكم ما كتبت الجزء الثالث لأن نمت و ما قدرت أكتبها لكن الحين بكتبها


البيضة المرقطة (الجزء الثالث)
أخذ يهتم به و يجلب له الطعام و الماء و يحدثه و هو فرح به إذ وجد أخيراً من يحدثه و كان يقول له : كنت أتمنى الموت بسبب الوحدة التي كنت أعيشها ،كنت كل يوم أخرج لآكل و أشرب ثم أعود. و كنت أعلم أنني لم أخلق من أجل أن آكل و أشرب فقط.وها أنا وجدتك الآن أيها الطائر الجميل لأعيش معك.
فكان الطائر يبتسم من قوله و يعجب بذكائه و فصاحته أشد العجب.. و كان يحدثه و يستأنس به و حكى الطائر قصته فقال:
- بينما نحن نلعب و نمرح قرب جدول ماء عذب إذ سمعنا دوياً هائلاً فطرنا مذعورين و سقط أحدنا في الماء.أما أنا فلم أحس بشيء بادئ الأمر، و بعد قليل من التحليق أحسست بوجعٍ في جناحي.ثم تعبت تعباً شديداً ولم أعد قادراً على الطيران فسقطت هنا .فشكرت الله على وجودك معي. وقد قمت أنت أيها الصوص الطيب بواجبك على أكمل وجه، و أنقذتني بعنايتك بي.و ها أنا الآن أتماثل للشفاء.
فقال الصوص:
-أما أنا فقصتي غريبة جداً . وقد وجدت نفسي هنا و لا أعرف من أين أتيت و كيف؟، و هذا أكثر ما يحيرني .خرجت من البيضة إلى هذه الدنيا وحيداً مع هذه النبتة التي أعتبرها كأمي و قد أعطتني الدفء ووقتني من الرياح و البرد. و حمتني من الأعداء . لكنها لا تتكلم و لا تتحرك و أنا بحاجة إلى من يرشدني و يعلمني.أشكر الله حيث أرسلك إلي . . وكم أنا سعيد بوجودك معي.
قال الطائر:
- لكنني لا أستطيح أن أبقى معك مدةً طويلة.
إذ يجب أن أعود إلى أهلي!!!
قال الصوص و هو يبكي:
- و تتركني وحدي؟
- أنت لست وحدك .الله الذي خلقك و كونك و صورك و أعطاك الحياة و الحركة كفيلٌ بك.أما أنا فلا أنفعك في شيء كل ما أستطيع أن أفعله لك هو أن أرشدك و أعلمك كما طلبت و بعدها أغادر.فأنت عندما تتكلم و تعرف ماهي هذه الحياة لن تكون بحاجةٍ إلي .
فقال الصوص بعد أن يأس من بقاء الطائر معه :
- إذاً هيا أرشدني و علمني.
قال الطائر:
- المسألة بسيطة فبمجرد أن تعرف خلقت و تؤمن بخالقك حق الإيمان و تعرف و تعتقد به حق اليقين فإنك سوف تجد السعادة و تجد الحل لكل مشاكلك .. فأنت لم تكن أكثر من سائل أصفر اللون في داخل البيضة أوجده الله بواسطة أمك الدجاجة.و عندما خرجت من بطنها كبيضة ، و حدث لك ما حدث كان الله و راء كل ما حدث لك .سواءً عندما تدحرجت على الأرض المعشبة ، أو عندما نجوت من الموت ولم تصطدم بأي حجر ، أو عندما توقفت داخل العشبة البرية ، أو حينما أخذت تتكون داخل البيضة ، و أصبحت صوصاً يتغذى من السائل الأبيض الموجود معك في البيضة .. كل هذا لم يحدث صدفة،إنما الله وراء كل شيء و هو المسبب لكل شيء .
و عندما تكونت داخل البيضة لحماً طرياً بعث الله فيك الروح التي حولتك من مجرد كتلة لحمية تشبه العجينة إلى صوصٍ يتحرك و يصوت و يأكل و يخاف و يحب و يكره ...
و الآن عندما تتيقن من معرفة خالقك و تعتقد به بقلبك و عقلك ، عليك أن تعبده، و أن تعيش هذه الفكرة و هذا الإعتقاد في كل حياتك فهو كما خلقك سخرني لك كي أرشدك و أعلمك .وهو أيضاً رزقك حياتاً طيبة .فما عليك أنت إلا أن تتخذ من هذه الأفكار و هذه الحقيقة المطلقة التي عرفتها الآن.
ما عليك إلا أن تتخذها جوهر حياتك .
و أنت حينما تؤمن بأن لك خالقاً واحداً و هو الذي خلق هذا الكون بما فيه و هوالذي يسيطر عليه و يتحكم به . إذاً فهو لن يتخلى عنك خاصةً إذا كنت تعبده و تطيع أوامره.و كل من سواه لا يستطيع أن ينفعك بشيء و لا تستطيع أن تعتمد عليه. فأنا لا أستطيع أن أقدم لك أكثر من هذا .إنما الله هو الذي يتكفل بك . فادخل في كنفه ولا تبالي لشيء أبداً ....
تعجب الصوص و اندهش..فهو لا يستطيع أن يستوعب كل هذا الكلام دفعة واحدة لصغر سنه.. لكن فرحته كانت لا توصف لما توصل إليه من معرفة الله و قرر أن لا يتخلى عن عبادته طرفة عين و أن يتوكل عليه في كل حياته.

ماذا سيحدث بعد ذلك ؟
أكمل الجزء الرابع و الأخير غداً إن شاء الله
وأكرر أسفي على التأخير

[الامام الراحل]

تشكر اخي