عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-04-2008, 05:19 PM
جعفر الخابوري جعفر الخابوري غير متواجد حالياً
عضو

 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 121
0006[1] دمج ذوي الاحتياجات الخاصة.. الإيجابيات والسلبيات!

دمج ذوي الاحتياجات الخاصة.. الإيجابيات والسلبيات!
الطلبة الصم .. نموذج


تحقيق: خولة القرينيس


باتت قضية دمج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة مع أقرانهم الطبيعيين في المدارس ومراكز التعليم توجهاً عالميا تحاول المؤسسات التعليمية والصحية أن تلتزم به التزاماً تاما لما ينتج عنه من انعكاسات وتأثيرات في غاية الإيجابية على ذوي الاحتياجات الخاصة من الأطفال. وقد أثبت العديد من الدراسات الإحصائية للنتائج التربوية والاجتماعية لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأطفال الطبيعيين ايجابية هذا التوجه على نفسية المعوق، خصوصا وأن نسب الاكتساب والتحسن التي تطرأ على هذه الفئة بعد الدمج تعتبر عالية جدا وتحمل الكثير من المؤشرات الإيجابية.

وعلى سبيل المثال يعتبر الدمج التربوي والاجتماعي للمعوقين سمعياً أمراً مهما جدا، وخصوصاً أن هذا النوع من الإعاقة يساعد الطفل على اكتساب الكثير من المهارات السمعية والتعليمية عن طريق فهم وإدراك تعابير الشفتين، والتركيز في المعلومة التي تصدر عن المعلم بالإضافة إلى مساعدة المعين السمعي في ذلك. ويتدرج الدمج مع وجود الطفل في مدرسة خاصة أو من خلال مركز خاص بالمعوقين سمعياً إلى وجوده في صف خاص في المدرسة العادية وبدوام جزئي أو كامل. أما أفضل أنواع الدمج فهي وجود الطفل في صف خاص بالأطفال الأسوياء مع توافر خدمات داعمة وأجهزة متطورة مساعدة من شأنها ضمان نتائج متقدمة ومثمرة في عملية الدمج.وعلى هذا الأساس قررت وزارة التربية والتعليم العمل على دمج هذه الفئة في المدارس الحكومية مع الطلبة العاديين، ولكن ما مدى أهمية هذا الدمج في الفترة الحالية وما هي الآليات التي ستتخذها وزارة التربية والتعليم حتى تكون عملية الدمج ناجحة بكل المقاييس؟ أخبار الخليج التقت أولياء أمور الطلبة التي قد تم دمجهم مسبقا في المدارس الحكومية لتعرف المشاكل التي تواجه أبناءهم أثناء تحصيلهم العلمي وما هي توصياتهم وملاحظاتهم التي يقدمونها لوزارة التربية حتى يتم تجنب السلبيات كافة التي يواجهها أبناؤهم. صعوبة المواد الجامدة جليلة علوي السيد حسن تقول: إن الخطوة الحالية التي قامت بها الوزارة فيما يتعلق بموضوع الدمج هي خطوة جيدة خصوصا بعد العديد من المحاولات التي قام بها أولياء الأمور لدمج بعض الإعاقات، فالطفل المعوق جسديا وسليم عقليا بطبيعة الحال يكون قادرا على الفهم والاستيعاب بشكل كامل وذلك بما يتناسب مع المعلومة المقدمة إليه، ولكن الإشكالية التي يعانيها أولياء الأمور هي عدم وجود مناهج متكاملة للطلبة من ذوي الإعاقة السمعة لأننا نعاني الأمرّين أثناء تدريسنا لهم فهم غير قادرين على استيعاب المواد النظرية الجامدة مثل اللغة العربية والدين وذلك بخلاف المواد العملية التي تعتمد على التطبيقات الذهنية أكثر مثل الرياضيات والحاسوب.

ولكي تكون عملية الدمج مثمرة ومفيدة يجب على الوزارة وضع لجنة مختصة بتصميم المواد الدراسية التي تتناسب مع وضع الطلبة الصم، فعلى سبيل المثال فإن ابنتي نور الهدى قد تم دمجها في المدارس الحكومية وفق المناهج العادية وهي تتعلم ما تستطيع التقاطه من خلال المدرسة وذلك نظرا لجمود بعض المواد الدراسية ولكن مؤخراً بدأت يظهر عليها بعض المشاكل السلوكية خلال بعض الحصص في المواد الجامدة لأنها غير قادرة على الاستيعاب مما يجعلها تلهو بأمور أخرى غير آبهة بالحصة، ومن جهة أخرى فإنني قد بذلت قصارى جهدي في تعليمها هذه المواد إلا أن استيعابها مازال ضعيفا لأنها غير قادرة على الاستيعاب بالشكل الصحيح، لذلك بدأت أفكر وبشكل جدي بنقلها إلى مركز شيخان الفارسي لتعلم لغة الإشارة حتى تتمكن من التعلم والتعبير من خلال الإشارات وخصوصا أنها مازالت غير قادرة على التعلم في المدارس الحكومية، ولكن قرار النقل غير محبب إلى نفسي لأنه قد يؤثر في مستقبلها المهني. إن حالة الطفلة نور حالة فريدة كونها نتاج عمل جماعي من قبل مؤسسات وأفراد المجتمع المدني الذين عملوا جاهدين لمحاولة أن يعود السمع إليها لتنال فرصتها في الحصول على الحياة الطبيعة والحصول على العلم الصحيح فهي شجرة الكل ساهم في غرسها ولكن الواقع كان أمرّ من جميع الأماني فالمناهج الدراسية التي يتم تدريس هذه الفئة بها غير متوافرة وخصوصا ان تعليمهم يقتصر على المناهج العادية التي تقدم للطلبة الأسوياء فقط. ونحن هنا نتوجه لها بجزيل الشكر على جميع المحاولات التي تبذلها لدمج الطلبة المعوقين في المدارس الحكومية ولكننا نطالبها بضرورة العمل على تطوير مناهجها وذلك بما يتناسب مع هذه الفئة، وخصوصا ان غالبية الأطفال منهكون بسبب التزامهم بحضور الدروس المسائية من أجل تحسين النطق لديهم كما ان هذا الأمر يشكل عبئا ماديا جديدا على الأسر وعلى الأخص ممن هم من ذوي الدخل المحدود أو ممن لديهم أكثر من طفل معوق في الأسرة الواحدة. هيأتها للاندماج أم فاطمة تقول: ان ابنتها قد ولدت سليمة ولكنها أصيبت بمرض الالتهاب السحائي وقد أثر هذا المرض في سمعها في عمر السنة والـ 9 شهور، ولأنها مؤمنة بقضاء الله وقدرة فقد حاولت جاهدة ألا تختلف ابنتها عن أقرانها الأسوياء وتقول : فقد علمتها في البيت وهيأتها للاندماج مع أقرانها وقد حصلت على تجاوب كبير من قبل مديرتها ومدرستها في روضة مرح الطفولة، وبعد أن بلغت من العمر الست السنوات دخلت الصف الأول الابتدائي ولكنني وللأسف لم أجد أي تعاون من قبل مدرستها مما دفعني إلى نقلها إلى مدرسة أخرى وهي مدرسة باربار وقد حصلت على أفضل معاملة من قبل مدرستها نجاح محمد علي التي قد تعاونت معي بشكل كبير جداً وكانت تساعدني على متابعة حالة ابنتي أولا بأول، وعلى الرغم من ذلك فإنني متخوفة حاليا لأن ابنتي ستنتقل إلى الصف الرابع مما يجعلني في تساؤل دائم هل ستحصل على العناية والاهتمام أنفسهما اللتين حصلت عليهما في سنواتها الدراسية الأولى وخصوصا انه ليس جميع المدرسات يتقبلن وجود مثل هذه الإعاقات في فصولهن؟

ومن جهة أخرى لا تجد أم فاطمة أي تعاون من قبل وزارة التربية في متابعة هذه الحالات وتوظيف بعض الاختصاصيات لها، كما أنها يجب أن تعمل على تعليم المعلمات بالطريقة المثلى في التعامل مع هذا النوع من الإعاقات، فهناك قصور من قبل المدرسات في طريقة توضيح أسئلة الامتحانات عندما تأتي بأسلوب مغاير عما تعودت عليه الطالبة. قادرة على التفوق ابتسام التميمي تقول: إن فقدان السمع ليس في جميع الأحوال يكون وراثيا بل إن هناك عوامل أخرى تساهم في الإصابة بفقدان السمع فطفلتها عايشة على سبيل المثال فقدت سمعها بسبب التعسر أثناء الولادة وتأخر الأطباء في إسعافها. عايشة تبلغ من العمر الآن 13 عاما وتدرس في المدارس الحكومية وقد حصلت على مساعدة كبيرة من قبل مدرسات ومشرفات مدرسة عراد الابتدائية للبنات ومدرسة عراد الإعدادية، لأنها طفلة ذكية جداً ومتميزة في تعليمها حتى أنها قادرة على التفوق على أقرانها ممن هم في نفس فصلها الدراسي فهي تحصل على درجة الامتياز مقارنة ببعض الطالبات السويات اللاتي يحصلن على تقدير جيد جدا، فعائشة متميزة جداً في المواد العلمية فهي عندما تشترك في مسابقة الرياضيات وتمثل مدرستها في تلك المسابقات تحصل على مراكز متقدمة، وعلى الرغم من تميزها فإن أحدى المدرسات تجاهلتها وأبعدتها عن المشاركة في المسابقة عندما عرفت أنها تعاني مرض فقدان السمع وتضع السماعات وهذا الأمر قد أثر كثيرا في نفسيتها لأنها لطالما اشتركت في العديد من المسابقات المدرسية وحصلت على مراكز متقدمة، والطريف في الأمر ان المدرسة لم تفز في تلك المسابقة التي تم استبعاد عايشة منها. ولكن هذا الموقف لا يعني ان عايشة قد ظلمت في مدارسها بل كان هناك تعاون كبير من قبل بعض المدارس ولكن القصور يكمن في بعض المناهج الدراسية التي لا تخدم الطفل المعوق سمعيا بشكل صحيح لذلك فإن قرار دمج الطلبة الصم في المدارس هو موجود منذ فترة طويلة ولكنه يفتقر إلى وجود المدرس المهيأ للتعامل مع هذه الفئة من المعوقين بالإضافة جمود بعض المقررات الدراسية. وللمتخصصات رأي وتشارك أولياء الأمور المدربات المتخصصات في نقص السمع في مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية السمع والنطق، فبحكم خبرتهن في هذا المجال فإنهن يرين ان عملية الدمج يجب أن تقوم على أسس قوية حتى تكون عملية الدمج ناجحة إلى أبعد الحدود. الأمور الأساسية الاختصاصية منى عبدالنبي العصفور تقول: بصفتي مدرسة لطلبة معوقين سمعيا فإن الأمور الأساسية التي تخدم العملية التعليمية لهذه الفئة هي علاقة المدرسة بالطفل حيث يجب أن تكون ملمة بحالته، قادرة على دفعه للتعلم والتعامل مع الطلبة الأسوياء بشكل جيد، فنحن في المركز نعمل على تأهل الطفل وتهيئته إلى الدمج في المدرسة وذلك من خلال بعض المناهج التعليمية المتوافرة في المركز، لذلك فإنني أرى ضرورة تهيئة المدرسات في المدارس الحكومة من أجل التعامل مع هذه الفئة بالشكل الأمثل وخصوصا ان وزارة التربية ينقصها وجود العدد الكافي من المدرسين المهيئين للعمل مع هذا النوع من الإعاقات،
__________________