عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 08-30-2005, 01:49 PM
marwa marwa غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2005
الدولة: فلسطين..
المشاركات: 49
.
.
.

لم يكن من عادتي الذهاب إلى مسجد أويس القرني صباحاً....

ولكنني وجدت نفسي وجهاً لوجه
أمام المسجد....

أوقفت سيارتي
....

سرت بخطواتٍ بطيئة
....

أرفع
قدماً وأتمتم بينهما....

فهذا الشارع مشيت فيه أنا ومحمد
....

وفي
نهايته هناك دار محمد....

نظرت إليها متأملاً، وكأنني استرجع الذكريات
الجميلة....

وأمام باب المسجد وقفت أتأمل زواياه ، فهنا حلقتي وهناك
حلقته....

رآني الطلاب، ركضوا نحوي، وتنادى الجميع ( الأستاذ
عبدالله)....

سلمت عليهم ، مازحتهم وضحكت معهم
....

تجولت بنظري في
جميع أرجاء المسجد ، تساءلت في نفسي: أين سليمان؟ مالي لاأراه في حلقته....

ــــــــــــــــ

بحثت عنه إنه يذكرني ، بالعزم والإصرار،
والمسارعة إلى الخيرات....

فهو لم يتجاوز السادسة عشر ، وحج مع
محمد....

رغم اعتراض الجميع عليهما
....

لازلت اذكرهما عندما انطلقا
إلى منى....

ــــــــــــــــ

لم أرَ سليمان ، وهممت أن أسأل عنه
زملائه....

وقبل أن أسأل ، رأيته يأتي من بعيد
....

أنكرته أنكرت
حاله، اقبل نحوي، وكأن على ظهره حملٌ ثقيل ، ألقى بنفسه على كتفي ، أخفى نشيجه وأنينه، أرسل دموعه على صدري....

كأنه طفلٌ صغير ، جذبته بقوة ، واتجهت به
إلى السيارة....

سكتُ ولم اسأله ، وسكت هو وظل
يبكي....

ــــــــــــــــ

تركت لنفسي التفكير
ياترى ماذا حدث
له؟

هل ذكرى محمد تؤرقه؟

أم مصيبةٌ ألمت به؟

أوقفت سيارتي عند
مسجدي ، طلبت منه النزول....

رفض وكنت أظنه سيفرح
....

فأجبته لما
أراد....

قلت سأذهب إلى مكان يحبه
....

إلى مكان يحتضن ذكرى
محمد....

اتجهت نحو البحر
....

وكلما اقتربت من المكان، كلما زاد في
البكاء....

خفت وعدت أتسائل مالذي حدث؟

لقد ظننت أن هذا المكان
سيجعله سعيداً....

أوقفت السيارة ، نزل متثاقلاً
....

ضحكت ضحكة
االخائف القلق ، وداعبته قائلاً:

أتتذكر هذا المكان جيداً؟

فهمهم
بكلماتٍ ممزوجة بالبكاء: ليتك اخترت غيره....

فعادت ابتسامتي خوف
وقلق....

إذن مابالك تبكي؟

قال جاءني العم حسين وقال: لقد حدث لمحمد
حادث....

ولم يكمل من شدة البكاء
....

أخفى رأسه بين
ركبته....

أطبقت بيدي على كتفيه
....

هززته...حركته...صرخت
به....

مات...مات...مات

إنا لله وإنا إليه راجعون

لاحول
ولاقوة إلابالله

وصرخت به مرةً أخرى: قم....قم
....

أرسلت العينان
الدموع حارة

لقد مات محمد

.
.
.
انتهى الجزء الأول...

يتبــــــــع... وفي الجزء الثاني سنتطرق للحديث عن كيفية موته...
__________________
الأخوة... قلب معطاء... ودعوة في الغيب تخترق السماء... وحب في الله لا يسعه الفضاء...

لا تنظر إلى صغر الخطيئة.. ولكن.. انظر إلى عظمة من عصيت...

يجب على الإنسان أن يحلم بالنجوم... ولكن... يجب أن لا ينسى أن قدميه على الأرض...