عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 06-10-2005, 11:59 PM
الصورة الرمزية mab4math
mab4math mab4math غير متواجد حالياً
إدارة المنتدى


 
تاريخ التسجيل: Jul 2004
الدولة: مصر - سوهاج
المشاركات: 845
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى mab4math
Thumbs up النهاية

حيث قال المولى - عز وجل -: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله {آل عمران: 110} ؛ وإن من أشق ما تواجه الأمة اليوم هو الغبش والغموض في مدلول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومعناه الشامل الذي يقتضي " استبانة سبيل المجرمين" وإظهار الحق ومناصرته ، ودحض الباطل وتعريته . وقد كان لاختلاط المسلمين بالمجتمعات الغربية أثر واضح في تمييع المفاهيم الإسلامية والتساهل في بعض الأحكام ، بل وردها أحياناً مجاراةً لتحقيق التعايش وتبادل المصالح وتقارب الأفكار . فلم يعد مستغرباً أن نستمع الآن إلى خطيب يستنكر على أصحاب العقول المتحجرة أنهم يصرحون بدخول النصارى النار ، محتجاً بأن القرآن امتدحهم وأن بعضهم قدّم للإنسانية أجمع أعمالاً جليلة في حين يرتكب بعض المسلمين جرماً وآثاماً تعجز عن حملها الجبال ولا يحكم عليه بدخول النار ! كما أنه لم يعد مستغرباً اعتراض بعض الكتاب على الحجاب الإسلامي ، واعتباره مسألة هامشية ينبغي ألا تعيق المرأة من مشاركتها في تنمية المجتمع والمساهمة في بنائه أسوة بمثيلاتها في الغرب . ومن ذلك أيضاً احتجاج بعضهم بالقاعدة الدعوية المعروفة " نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه " ، فوسعوا هذه القاعدة حتى شملت إعذار من لا يشك في كفره وضلاله ، واختلط الأمر على بعض المسلمين الذين عاشوا بين ظهراني الغرب ، واعتادوا على التعاون معهم ، فاختلط عليهم معنى التعاون والمودة والإعذار ؛ فالتعاون مع الكفار لرد الشر والباطل بشتى أنواعه وطرقه أمر مجاله فسيح وبابه واسع؛ لكن مودتهم ومحبتهم لا تحل لمسلم لقول المولى ـ عز وجل ـ: { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون } (المجادلة: 22)؛ فالإنكار عليهم واجب ، وإعذارهم لا ينبغي ؛ فمحل الإعذار بين أهل السنة من المسلمين وليس مكانه بينهم وبين غيرهم . وأخيراً فإن البراجماتية ستبقى مستشرية في جسد هذه الأمة ، ناخرة في عقول أبنائها إن لم يتصدَّ العالمون بحقيقتها وسبيلها بواجبهم في الإنكار على مروِّجيها وسالكي سبلها ، وبيان خطرها على تراث الأمة ودينها ؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ؛ وذلك أضعف الإيمان ) وفي رواية أخرى لمسلم : ( وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل )؛ وإذا كان هذا الخطاب للمسلمين عامة فإنه على العلماء العارفين أوجب . فالأحرى بمن ملك العلم منهم أن يخرج من العزلة المعنوية والمحلية الضيقة إلى العالمية الفسيحة والمعايشة الدائمة لمشكلات العالم الإسلامي المعاصرة ، وأن يتخذ من الأساليب الحديثة طرقاً للحوار والاتصال بالمفكرين ووسائل الإعلام . كما أنه من الواجب على أصحاب الفكر والمثقفين الرجوع إلى فتاوى وآراء أهل العلم الشرعي ، والاستماع لهم ، ومناقشتهم ، وسد النقص الذي لديهم ، فإن حسن نواياهم وسلامة مآربهم وإخلاص أعمالهم لا تشفع لهم أخطاءهم واجتهاداتهم الفكرية الشاذة . والله أعلم .

ويمكنكم قراءة الموضوع كاملا من هنا.
__________________
هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من خطأ أو سهو أو زلل أو نسيان فمنى ومن الشيطان والله ورسوله منه براء؛ وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويلقى به فى جهنم. ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه
المنطلق الإسلامي - اضخم دليل للمواقع الإسلامية

دليل سلطان للمواقع الاسلامية
رد مع اقتباس