منتدى جزيرة الرياضيات  
     

Left Nav التسجيل التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

» منتدى جزيرة الرياضيات » الجزيرة الادارية » الأرشيف » حديث الجمعة 09-02-2007م

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع
  #1  
قديم 03-11-2007, 02:21 PM
جعفر الخابوري جعفر الخابوري غير متواجد حالياً
عضو

 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 121
حديث الجمعة 09-02-2007م

حديث الجمعة 09-02-2007م

--------------------------------------------------------------------------------
كتبه مكتب سماحة الشيخ علي سلمان بتاريخ 02.09.07 237 القراء


بسمه تعالى
كلمة سماحة الشيخ علي سلمان أمين عام جمعية الوفاق الوطني الإسلامية في جامع الإمام الصادق (ع) بالقفول في يوم الجمعة 02/02/2007 الموافق 13 محرم الحرام 1428م.
أعوذ بالله من الشيطان الغوي الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته والتابعين لهم بإحسان إلى قيام يوم الدين، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.


مقدمة الحديث:
في الأسبوع المنصرم بعض الأحداث تحتاج إلى تعليقات بما يسمح مقام الخطبة فقد لا نستطيع أن نستوعب تفاصيل وكل زوايا الموضوع الذي يعلق عليه، نتطرق في حديث هذا اليوم إن شاء الله إلى ثلاث مواضيع أساسية أولها حالة القلق والإضراب وعدم الاستقرار في عالمنا العربي والإسلامي، وثانيها اعتقال الأستاذ العزيز حسن المشيمع، وثالثها ملاحظة على بعض شعاراتنا، ورابعها زيارة سماحة السيد عبد العزيز الحكيم إلى البحرين، ونختم إن شاء الله ببعض التأملات في بعض آيات من الذكر الحكيم من سورة يونس.

الموضوع الأول: حالة القلق والإضراب وعدم الاستقرار في عالمنا العربي والإسلامي
حالة القلق والإضراب وعدم الاستقرار هذه التوصيفات توصيفات منطبقة على وطننا العربي وبعض مناطق وطننا الإسلامي، فتجد في المغرب العربي وهو نسبياً من أفضل البلدان في درجة الاستقرار دعني أتراجع عن أفضل ولكن نزاع الصحراء وتجد عدد من المعتقلين في الوقت الحاضر من الإسلاميين، وعند الخروج من المغرب لتمر بعدد من البلدان من ضمنها تونس والجزائر وليبيا وصولاً إلى مصر لتجد حالة من استمرار التشنج والتدافع بين السلطة وقوى المجتمع ومرحلة اعتقالات متقدمة إلى صفوف تيار أساسي في المجتمع المصري وهو تيار الأخوان المسلمين، فنخرج إلى بلادنا الإسلامية في المشرق فنجد أن حالها ليس أفضل من حال المغرب إن لم يكن أسوء، فاضطراب وأزمة عميقة في العراق وأزمة في لبنان وأزمة في أفغانستان وأزمات تحت الستار في بقية بلداننا تقريباً جميعاً. هذا هو الحال الذي تعيشه الأمة ويبدوا أنه لا أفق لحد الآن إلى الخروج من هذه الحالة المستمرة منذ عقود بل منذ قرون ومظاهرها تختلف بين حين وآخر.
الآن نجد أن مظاهر الاصطدام بين المجتمع والسلطة هي الظاهرة الأبرز في هذا العقد المنصرم وحتى العقد القادم، لا نقول بأن هناك تحولات تصل إلى مرحلة الاستقرار ولكن بالملاحظة والمراقبة وبتلمس أسباب الأزمات وأسباب هذا الاضطراب نعتقد بأن المجتمعات العربية لازالت ولأسباب عديدة سياسية واقتصادية وثقافية ودينية وتدخلات سلبية من القوى الكبرى وغيرها من العناصر نعتقد بأن هذا العالم لازال مرشح بأن يحتل صدارة أنباء الأزمات وأنباء القتل وأنباء الاضطراب وأنباء الخسائر وأنباء الضحايا، لازال سيتصدر مع شديد الأسف عالمنا العربي والإسلامي الصفحات الأولى والنشرات الإخبارية الرئيسية.
البحرين ضمن هذا العالم ولازالت تعاني مما يعاني منه ولازالت تعيش في نفس المرحلة، المرحلة التي لم تصل إلى مرحلة الاستقرار الثابت الحقيقي المتجذر الذي يستطيع بهذه المواصفات الاستقرار والثبوت والتجذر المتوافق عليها والمصنوعة بإرادة مشتركة يستطيع أن يواجه أي تغيرات وأي تقلبات وأي تحديات كما صنع العقلاء في بلدانهم في عديد من الدول الغربية وفي بعض الدول الإسلامية التي وضعت نفسها على طريق الاستقرار الحقيقي، نأمل أن تستقر هذه الدول وتتقدم كتجربة ماليزيا أو غيرها من تجارب الدول الإسلامية التي ثبتت بنسبة في العقود الأخيرة أن تتقدم بحلول لمشاكلها بعيداً عن الاحتراب والاقتتال والتدافع والصراع الداخلي.
في مثل هذه البلدان ومن ضمنها هذا البلد نحن بحاجة إلى حوار، حوار هادف وهادئ ليس حوار إعلانات صحفية حوار هادئ يأخذ فيه الفكر رحابة الحركة ويتلمس فيه البرنامج والحل والطريق المناسب، هادف يريد أن يصل إلى حلول حقيقية وليس حلول تغلبيه وليس إلى البحث عن حل يقدمني عليك ولا تبحث عن حل يقدمك علي فلا أبحث عن حل يعطيني الميزات على حسابك ولا تبحث عن حل يعطيك الميزات على حسابي، حوار العقل وليس حوار الانفعال وحوار العاطفة، الحوار الذي ينتج رؤية وينتج برنامج وينتج توافق وينتج فوز للجميع ونصراً للجميع، هل هذا ممكن نعم هذا ممكن وهو واقع، واقع في أمريكا وكندا واقع بريطانيا وواقع في فرنسا وواقع في سويسرا وواقع في كثير من دول العالم التي ليست بأحسن منا ديناً ولا تاريخاً ولا ثقافةٌ ولا عقلاً، واقع في كثير من الدول لماذا علينا أن نحتاج إلى فزعة ولماذا يجب أن نحتاج إلى أن يستدعينا الملك عبدالله إلى مكة المكرمة لنوقف نزيف الدم الحرام في البلد الحرام في مواجهة المحتلين، لماذا لا يمكن أن ينتج في داخل فلسطين ومن وقت مبكر لماذا نحتاج إلى 350 في شهر واحد بالبندقية الفلسطينية، لماذا والأقصى تزعزع أساساته بمزيد من عمليات الحفر والتنقيب.
نحن بحاجة إلى هذا الحوار وهو حوار ممكن وكل ما كان الحوار ينطلق في أجواء الهدوء وليس في ظل الأزمات الساخنة وإن كنا نحن والمنطقة كلها لا تعيش الأرضية الباردة كل المنطقة العربية هي أرض ساخنة، كلها محتملة للتفجر ليس هناك من بلد معفي، نعم بعض البلدان درجة الاستقرار والبرودة أفضل من غيرها ولكنها ليست معفية من أن تنفتح فيها أزمات بين حين وآخر وأحياناً تعصف هذه الأزمات وتكون هي الصورة الأساسية.
لو علقت تعليق سريع أقول بأن أصل المشكلة التاريخية والمستمرة هو السلطة وكيفية التوافق على إدارة أمور المجتمع وإفراز السلطة، ومادمنا لم ننتج هذا التوافق عربياً وإسلامياً لا أعتقد ببساطة أنه ستختفي ظاهرة الأزمات في العالم العربي والإسلامي، إلى أن نصل إلى هذه الحالة من التوافق بعد ذلك أعتقد أننا خطينا خطوة أساسية نحو الاستقرار، بعد ذلك تأتي تحديات اقتصادية واجتماعية وتحديات إقليمية ودولية ولكن إلى درجة كبيرة لو وصل المجتمع العربي والإسلامي في مجمله أو في أي دولة إلى عملية التوافق الحقيقي حول السلطة أعتقد بأنه خطى خطوة أساسية نحو الاستقرار الحقيقي، وأعتقد أن هذا هو ما أنجزه الغرب بالديمقراطية أنجز صيغة التوافق على كيفية الوصول إلى السلطة وكيفية التخلي عن السلطة بطرق سلمية أفضل انجازات الغرب الذي يفوق كل انجازاته الطبية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية لأنه لولا هذا الانجاز لما استمر أي تقدم علمي ولما استقر أي تقدم اقتصادي أو أي صورة من صور الحضارة الغربية.

الموضوع الثاني: اعتقال الأستاذ حسن حفظه الله وتبعاته
بعد عملية اعتقال الأستاذ حسن حفظه الله دخلنا في مرحلة سخونة وكان لابد من حركة بما اليد وليس دائماً في اليد الكثير وليس دائماً تتوج الخطوات بنجاحات ميدانية، إنما الأمر الذي علينا أن نحاكمه هو أداء الواجب تجاه هذا الوطن وتجاه مواطنيه، أما النتائج فهي مرهونة بعناصر عديدة منها الأطراف التي تدخل في الأزمة وقبول الأطراف التي تدخل في مرحلة الأزمة إلى الحلول ومنها طبيعة التدافع الذي قد يحدث وأحياناً لا يستطيع أحد أن يتحكم فيه، بالتالي هناك عناصر عديدة بعضها يستطيع الإنسان أن يعالجها ويصل فيها إلى حل ويصل فيها إلى صيغة وبعض الأحيان لا يستطيع، ما على الإنسان أن يقدمه هو قلقه وحرقته وألمه على أي خسارة تنتج من مزيد من الإطراب ومزيد من القلق يفتقد فيها الوطن والمواطن أمن واستقرار وغيرها من المصالح الحيوية.
حاولنا على طريق الحلول العاقلة الهادئة المفيدة التي تعمل على أن تعالج هذا الحدث وتأمل أن تذهب إلى معالجة جذور الحدث وليس فقط ظواهره الفوقية، حاولنا على الصعيد الإعلامي وعلى صعيد الاتصال بالقوى السياسية المختلفة والاتصال بالمسئولين والمجاميع الشعبية وبدأنا في محاولة الاتصال بالعالم الخارجي، بتوفيق من الله سبحانه وتعالى أقول وأضع تحت التعبير خطين ساهمت هذه الجهود في إيجاد توافق آني ومرحلي تهدئة آنية ومرحلية وليس حل نهائي، نسعى ونأمل ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يمكننا على إيجاد حلول دائمة وعميقة تعمل على علاج المشاكل في أعماقها وفي جذورها تجنب هذا البلد كل هزات أمنية بأي درجة من الدرجات وكل هزات يمكن أن تخسرنا هنا أو هناك من الخسائر.
  #2  
قديم 03-11-2007, 02:21 PM
جعفر الخابوري جعفر الخابوري غير متواجد حالياً
عضو

 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 121
الموضوع الثالث: الشعارات التي نطلقها
أقف أمام معنى ذكرته سابقاً وأذكره وأسقطه على الواقع، ذكرت في أحاديث متفرقة منذ 92 عندما كنا نريد أن نطرح موضوع العريضة وغيرها وكنا نتناقش في الشعار وصلاحية أي شعار عندما ينطلق وهذا حديث كان لأن شعار المرحلة التي سبقت هو شعار فطري وانفعالي وليس شعار مخطط له وكان كردة فعل على الواقع المعاش في تلك الفترة كان شعار مرحلة الثمانينات هو شعار الموت وإلغاء الطرف الذي كان يستهدف الشعب في تلك الفترة، وكان شعار انطلق لظرف تاريخي ولما جئنا في 92 كنا نحاكم هذا الواقع فوجدنا أن الشعار الذي لا بد أن يكون علامة وعنوان للتحرك أن يكون شعار وطنياً فكان العودة إلى دستور 73، وأن يكون شعاراً إصلاحياً ولن نعدم الاستفادة الكبرى من شعار الإمام الحسين عليه السلام "إنما خرجت لطلب الإصلاح"، أن يكون شعار محق يتمثل فيه الحق شعار الحسين عليه السلام شعار"الإصلاح في أمة جدي" شعار إرجاع الإسلام على ما كان عليه في زمن رسول الله (ص) و"أنا ابن رسول الله وعلي وفاطمة ويزيد فاجر كاذب شارب للخمر" هذه مدرسة الحق وتلك مدرس أخرى، مدرسة الحق تنطلق فيها شعارات يكون فيها الشعار أخلاقياً أي لا بد أن تكسب في الشعار ويكون البعد الأخلاقي حاضراً فيه، ويكون شعاراً من مصاديق الأخلاق العالية لأمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام "إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، وكفاكم لو وصفتم أعمالهم، وذكرتم حالهم، كان أصوب في القول، وأبلغ في الغدر وقلتم مكان سبكم إياهم، اللهم احقن دماءنا ودماءهم، واصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله، ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به"، فلا يكفي في الشعار أن يكون شعار حق بل يجب أن يقترن بخلق ديننا، الشعارات الأخلاقية ليست مسألة عابرة في الصراعات أو في التدافع لا، من أسس نجاح أي شعار أن يكون قابل للتحقق ولها أفق التحقق، لما نقول العودة لدستور 73 شعار أقدر على التحقق من شعارات أخرى كنا نتدارسها في تلك المرحلة وعندما جئنا نطالب بصيغة جديدة أو نطالب بدستور 73 وجدنا أن دستور 73 والعودة للحياة الدستورية من منطلق دستور 73 أقدر على التحقق من شعار جديد فكان هذا هو الخيار.
شعار يساهم في التوافق بين المجتمع وبين القوى ويوحدها هذه علامات أساسية هي ألف باء أي شعار يمكن تحدثت في عدد من المحاضرات في هذا الاتجاه بعض الشعارات لا تتصف بأي شيء مما سبق ولا تحقق شيء مما سبق، فهي لا تحدث توافق ولا تتحقق ولا تتقدم فيها على الآخر الذي يصارعك ولا تحتوي على البعد المثالي كل هذه المميزات الأساسية تفتقدها بعض هذه الشعارات التي تندفع فيها بعض مجاميعنا الشبابية تحت واقع الشعور بالأزمة وواقع الشعور بالفساد المالي والتمييز وغيرها من المشاكل الحق والأزمة الحق ولكن بعض هذه الشعارات في حساب السياسة وفي حساب الحركة وفي حساب تحقيق الإصلاح شعار يقع في خانة الخطأ السياسي والخطأ الوطني.

الموضوع الرابع: زيارة سماحة السيد عبد العزيز الحكيم إلى البحرين وما جرى من تبعات
انطلقت في الأمس واليوم بعض التصريحات والبيانات المعاكسة لزيارة شخصية سياسية عراقية وهي سماحة السيد عبدالعزيز الحكيم، وأجد في أن هذه البيانات والتصريحات والخطابات التي وجدتها في بعض الصحف وفي نظري هي شعرات وبيانات وتصريحات خاطئة وغير موفقة لأسباب عديدة أذكر منها ثلاثة أسباب:
السبب الأول: هذا الشعار الذي ينطلق ضد هذه الشخصية بكل بساطة ممكن أن ينطلق ضد شخصية أخرى من واقع سياسي مختلف عن الوسط الذي انطلقت منه هذه الأمور ومن رؤية سياسية أخرى، على سبيل المثال لو أتى مثلاً السنيورة إلى البلد ممكن أن يخرج بعض الناس ويقفون ضد زيارته ويكتبون بيانات ضده.
في الجانب الآخر يأتي الأمريكيين إلى البلد وتأتي كندليزا رايز إلى البلد ويأتي كل هؤلاء إلى البلد ما شفنا أي من هذه التصريحات والبيانات والخطابات، ممكن أي شخصية أو أي فصيل ونتيجة للصراعات والخلافات في هذه المناطق ممكن أن تكون هناك شعارات ومواجهات وبرامج أخرى وهذا الأمر يدخلنا إلى الخطأ الثاني في تقديري في هذه التصريحات والبيانات.
السبب الثاني: هو خطأ استجلاب و اقتباس ونقل الأزمات الخارجية إلى داخل البلد، يعني نحن في بيت من عريش أو خشب وعندك نار هناك في الخارج في خارج منزلك تذهب وتجلب لك قطعة من النار من خارج منزلك لماذا، هذا النوع من البيانات والتصريحات وغيرها من الأمور تجلب لنا هذه النار، المشكلة موجودة هناك نسأل الله أن يحلوها، الحمد لله لما حدث البارحة في مكة المكرمة لفلسطين ونسأل الله سبحانه وتعالى لإخواننا في العراق ولبنان أن يصلوا إلى هذا التوافق الوطني ولو المرحلي على طريق التوافق الطويل الأمد.
السبب الثالث: لعله لم يلتفت الكتاب والمصرحون بأن هذا ضيف علينا والضيف لا يأتي إلى على دعوة من مضيف ومن ينال من الضيف ينال ممن استضافه والمضيف في هذه المسألة هو الملك فمن نال من ضيف الملك نال من الملك، هؤلاء ملتفتين إلى هذه المسألة أم لا، الكلمات بكل ما تحتويه من شدة ترى هي صايرة في رأس الملك فهذا هو ضيفه ولم يأتي إلا بدعوة منه، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنب بلدنا أي نوع من الهزات التي هو في أمس الحاجة إلى الابتعاد عنها لما يتميز به هذا البلد من هشاشة الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تحتاج إلى مزيد من التمتين على طريق الثبات والاستقرار من أجل التنمية والتقدم والبناء.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ } (21) سورة يونس
نلاحظ ذلك في حياتنا جميعاً، أول ما يأتي ألم في الأسنان في المعدة في الرأس تكون أٌقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ضر بسيط وإشعار بسيط وهذه هي أحدى فلسفات الألم وبعض صوره بعضها امتحانات وبعضها تنبيهات، نجد بأننا أقرب إلى الله ونستشعر في هذه اللحظة تقصيرنا تجاه الله سبحانه وتعالى وكل حالاتنا تقصير إذا أدركنا معنى الله سبحانه وتعالى فكل حالاتنا التي نعيش هي تقصير إلا الحالة التي نصل فيها إلى درجة كاملة من الإخلاص في العبودية والفعل لله سبحانه، وهذه المسألة قليلٌ ما نقوم بها ولكنه غفور رحيم، وإلا بحق معنى الإله الوجود البشري في حالة تقصير دائم تجاه الله تستوجب الاستغفار والحياة.
{وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء}
ألم ضر فقر فقد أمن نجد الناس بعد ذلك وبعد مرورهم بهذه الحالة وبعد نزولهم من السفينة يحاولون أن يعودوا إلى ما كانوا عليه ويتخلوا عن تعهداتهم القلبية والنفسية التي صاحبت الضرر، وعلى من المكر الواحد يغافل إنسان يغافل جن ملاك لأن بعض الذنوب تبقى مخفية بحسب بعض الروايات لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، من تغافل وبمن تحاول أن تمكر تضحك على من؟ أنت نقطة لا متناهية في هذا الوجود، إذا أردت أن تلاعب لاعب أناس لاعب بشر وليس الله سبحانه وتعالى.
{قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا}
الذي يصيغ حياته باتجاه محاولة الخديعة العملية لله سبحانه وتعالى وبالتالي لا يغمض عينه عن حرام ويتساهل في الواجب ويتجاوز لحد من حدود الله كأنه لم يكن هناك شيء، ليس مع الله سبحانه وتعالى قل الله أسرع مكرا، فمكر الله أيها الأحبة ليس بعصاه تنزل على رأسك أو بسيف يقطع رقبتك هذه الأمور هي أسهلها ولكن من مكر الله سبحانه وتعالى أن يمد لك في السعة والرزق والمكانة وأنت تعصيه، من مكر الله سبحانه وتعالى لمن أراد الاستعلاء عليه والتجاوز عليه أن يترك له هذا الخط ولا يعاقبه عقاباً سريعاً فيحتطب الإنسان على نفسه.{إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ}.
{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (22) سورة يونس
هذه هي حالة الحياة ومن لم يعد العدة إلى تحمل الموج سيغرق، الموج في السفينة مثال في كل حياتنا وهي سنة الامتحان هذا جزء مربوط بسنة الامتحان وهذا الامتحان لست أنت الوحيد فيه، هو امتحان لك فردي لك كفرد بما يتعلق بك من عقيدة ومن مشاعر، وامتحانات شديدة وأساسية لصيقة وامتحانات يومية في درجة علاقتك بالله سبحانه وتعالى على ضوء عقيدتك وتصرفاتك التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، وامتحانات تقع عليك في البعد الاجتماعي فيكتب الله لك أن تكون تحت سلطة ظالم وعليك أن تتصدى له وتحت فاعل للمنكر وعليك أن تنهاه وتحت وضع يفتقر إلى المعروف وعليك أن تأمر بالمعروف.
علينا أيها الأحبة أن نستعد باستمرار وأن نقوي من جنبات إيماننا الفردي ووعينا الاجتماعي دائماً تحسباً واستجابةً واستعداداً حقيقياً لما يمكن أن تُعصفُ به من رياح ومن موج من كل مكان تظن معه أنه أحيط بك، بعد ذلك {دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}.
{فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (23) سورة يونس
انظروا إلى هذه الصور المتكررة في نكران جميل الله سبحانه وتعالى، ليس مثال سفينة وإنما جميعنا والعياذ بالله بدرجات متفاوتة نفعل ذلك مع رب العزة، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يلتجئ إليه في السعة ويصدق في الالتجاء إليه ويصدق في الامتحانات على قاعدة الإيمان والإخلاص لله سبحانه وتعالى.

غفر الله لي ولكم أيها الأحبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
  #3  
قديم 03-11-2007, 06:58 PM
الصورة الرمزية الاستاذ خليل
الاستاذ خليل الاستاذ خليل غير متواجد حالياً
المدير العام


 
تاريخ التسجيل: Jan 2003
الدولة: مملكة البحرين
المشاركات: 3,977
شكرا جزيلا اخي جعفر

الاستاذ خليل
__________________
هذا من فضل ربي
  #4  
قديم 03-12-2007, 01:44 PM
جعفر الخابوري جعفر الخابوري غير متواجد حالياً
عضو

 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 121
اشكر لك طيب مرورك العطر
__________________
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:58 PM

Style provided by: MonksDiner - Entertainment Forum
Translated To Arabic By: Nile Stars
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir