منتدى جزيرة الرياضيات  
     

Left Nav التسجيل التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

» منتدى جزيرة الرياضيات » الجزيرة الادارية » الأرشيف » دراسات وبحوث) عبادة اللّه وعبادة الطاغوت في القرآن الكريم (3)

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع
  #1  
قديم 03-29-2009, 06:43 PM
جعفر الخابوري جعفر الخابوري غير متواجد حالياً
عضو

 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 121
دراسات وبحوث) عبادة اللّه وعبادة الطاغوت في القرآن الكريم (3)

دراسات وبحوث) عبادة اللّه وعبادة الطاغوت في القرآن الكريم (3)
أرسلت في 9-2-1425 هـ بواسطة الإعلامي


تضمنت الحلقة الاولى من هذه الدراسة بحثاً قرآنياً عن حقيقة الايمان باللّه وعبادته وحقيقة الايمان بالطاغوت وعبادته والتحاكم اليهما والقتال في سبيلهما، ثم بيان مبدأ العبادة والمعركة الدائمة بين رسل اللّه وأتباعهم والطاغوت وأتباعه.
كما تضمّنت الحلقة الثانية نتائج عبادة اللّه وعبادة الطاغوت، والصفات القبيحة التي يتصف بها الطاغوت.
اما في هذه الحلقة فسيتم تناول الكيفية التي تواجه بها الظاهرة الطاغوتية.


دراسات

عبادة اللّه وعبادة الطاغوت في القرآن الكريم (3)

تضمنت الحلقة الاولى من هذه الدراسة بحثاً قرآنياً عن حقيقة الايمان باللّه وعبادته وحقيقة الايمان بالطاغوت وعبادته والتحاكم اليهما والقتال في سبيلهما، ثم بيان مبدأ العبادة والمعركة الدائمة بين رسل اللّه وأتباعهم والطاغوت وأتباعه.
كما تضمّنت الحلقة الثانية نتائج عبادة اللّه وعبادة الطاغوت، والصفات القبيحة التي يتصف بها الطاغوت.
اما في هذه الحلقة فسيتم تناول الكيفية التي تواجه بها الظاهرة الطاغوتية.

سادساً: كيف تواجه الظاهرة الطاغوتية؟

كما لم تجتمع عبادة اللّه وعبادة الطاغوت أمس فهي لا تجتمع معهااليوم، ولن تجتمع معها غداً، فالمفارقة قائمة، والمنافرة دائمة، وكما كانت الملازمة ثابتة بين الدعوة إلى اللّه، والدعوة إلى اجتناب الطاغوت، وأنهما يمثلان رسالة مشتركة في حياة الرسل( ولقد بعثنا في كل أمَّة رسولاً أن اعبدوا اللّه واجتنبوا الطاغوت..( النحل : 36 فكذلك هي ثابتة بينهما اليوم، ولا تزالان رسالة واحدة مشتركة، لا تتم ولا تؤدّى بإحداهما دون الاخرى.
إذاً لابدّ من مواجهة الظاهرة الطاغوتية في الارض من قبل من يريدون مواصلة خطّ الرسالة والرسل في إطلاق النداء في النَّاس بعبادة اللّه، والتمسك بمنهج دينه. والسؤال هو كيف نواجه هذه الظاهرة؟
هناك المواجهة الجذريَّة الشاملة التي جسّدها الاسلام على يد النبي الاكرم والقائد الاكمل محمد(صلى الله عليه وآله) جسّدها بحركيته ودولته وأطروحته وتربيته وسلمه وحربه.
ليس المطروح هنا هذا المستوى من المواجهة، لا لعدم مطلوبيته أو لان غيره يقوم مقامه، أو أن ما يبرئ الذمّة دونه، وإنما حصراً للكلام في جانب معيّن مما هو أقرب للتناول والاستيعاب بدرجة ما، وتبقى المواجهة الشاملة من مسؤولية الامة في كل مراحل وجودها.
ومما ينطبع به هذا الجانب من المواجهة أنه عام لكل مستويات الامة، وجار في كل مستويات المواجهة. وهو جزء من المواجهة القرآنية الكاملة التي تنطق بها آياته، وتطفح بها تعاليمه. وليكن الحديث عن هذا الجانب في النقاط التالية:

أ ـ الحماية الفكرية:

( قل من يرزقكم من السماء والارض أمَّن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحيَّ من الميِّت ويخرج الميت من الحيّ ومن يدبّر الامر فسيقولون اللّه فقل أفلا تتقون * فذلكم اللّه ربّكم الحق فماذا بعد الحقّ إلاّ الضلال فأنى تصرفون) يونس : 31 ـ 32
(قل لمن الارض ومن فيها إن كنتم تعلمون * سيقولون للّه قل أفلا تذكَّرون * قل من ربُّ السماوات السبع وربُّ العرش العظيم * سيقولون للّه قل أفلا تتقون * قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون) المؤمنون: 84 ـ 88
هذه المعرفة الفطرية التي تشعّ بها روح الانسان، وتتشبّع بها تلافيف كينونته الكريمة، يجب أن تستثار دائماً، لتبقى قوية حاضرة في وعي الانسان، متمكنة من فكره. وأن تعطي بعدها العملي في نفسه وشعوره، لتقود خطاه وتحدِّد مواقفه. ولهذه المعرفة ما يميّزها عن المعرفة الفلسفيَّة البحتة ذات الصرامة الجدليَّة، الموغلة في المماحكات الفكريَّة بعيداً عن الوجدان الانساني الحيِّ في منابعه الاصلية الصافية، وإشعاعه المتدفّق الدائم. هذه المعرفة تنطق بها كل نفس، ويغنى بها كل قلب، إلاّ أن تحدث تراكمات جاهلية تحيل لغتها لغة صعبة على النفس، فتكون العناية بإزالة تلك التراكمات. التفاعل من النفس مع معرفتها التي غرست خلقة فيها، بل عجنت تكويناً بها، حين تتوفر على تجلّيها لذاتها، وتخرج من عتمة الضلال الذي يُلفتُها عن نفسها تفاعل ميسور بلا تحايل، قوي بلا دفع، دائم بلا تدخّل.
أما الفكرة التي تدخل النفس بالجدل تظل الوجود الغريب القلق والمقلق. النفس منها على استيحاش وفي تردد، بلا اندغام ولا تفاعل. وتبقى للمعرفة الفلسفيَّة الخاصَّة والمنضبطة قيمتها في تمديد الفكر وتوسعته، بما لا يميل به عن محوره الاصيل، مما تجلّى به النفس الانسانية من حقائق الفطرة وهداياتها. وفي سدِّ الباب على الشبهات وعُقدها، ورفع ما قد يتسلّل إلى داخل النفس منها، على أنها أكثر ما تولد في ظلّ النظر المجادل، وصراع الافكار المتفلّت.
والكثير الكثير من أفواج الامَّة وغيرها من بني الانسان أكثر ما تحتاجه أنفسهم لتندفع في الطريق الواصل معطاءة مضحية، قويمة ثابتة هو أن ينفض الغبار أو التراكمات عندها عن الفطرة، ويتجلّى في داخلها النور الذي أودعه اللّه كل نفس، والهدى الذي منحه كلّ قلب، والكلمة التي أنطق بها كل عقل.
وعلى كل تقدير إذا كان جوّ الجهل والغفلة، والخوف والحاجة، واهتزاز الثقة، وغياب الوعي بقيمة الذات والحاضر والمستقبل هو جو الظاهرة الطاغوتية الذي تنبت فيه وتنطلق مترعرعة، وهو جو ولادة الطواغيت وتعلقهم، فإنه لابدّ لحماية الافراد والمجتمعات من هذه الظاهرة الخبيثة من تقديم الرؤية الكونية القرآنية الاصيلة للنَّاس، وإراءتهم من عظمة اللّه تبارك وتعالى وقدرته وجماله ولطفه وواسع رحمته، وشديد اخذه ما يرتفع بهم عن سماع الطواغيت، وتعلق الامال بهم، لابدّ من إعطائهم وضوحاً فكرياً لربوبية ربَّهم الحق وأُلوهيته، بمالها من بعد شعوري وعملي في حياة الانسان يغطّي كل حركته. انظر تعقيبات الايات الكريمة بعد أن تستنطق الفطرة بشأن قدرة اللّه، ومالكيته المتفرّدة، ورجوع الامر كلّه إليه، وسلطانه الشامل. انظر كيف تعطي هذه المعرفة التي يزخر بها عمق النفس الانسانية بعدها العملي في الشعور، وتمكّنها من الضمير، وتجدُّ في بناء الموقف عليها (أفلا تتقون)، (فماذا بعد الحقّ إلاّ الضلال فأنّى تصرفون)، (أفلا تذكّرون) فلابدّ من المعرفة التي تفجّر روح التقوى الدافعة والرادعة، ولا تحيد بصاحبها عن مراقبة اللّه في كل حركة وسكون، وتملؤه بذكر ربِّه الذي لا غنى له عنه، ولا يجد متحولاً غيره، فيخافه ويرجوه، ويشغله بجماله عن غيره. فتكون مواقفه كلّها طلباً لرضاه وتجنباً لسخطه.

ب ـ الحماية النفسيَّة:

يحاول الطاغية ما استطاع ومعه وسائله الاعلامية، وأبواقه الدعائية غزو النفوس، مستهدفاً أن ترى ذاتها صغيرة ضعيفة حقيرة، وأن تراه قويّاً كبيراً، على عظمة لا تُطال، وعزة لا تُقهر. ذلك ما يكسبه رادعاً من داخلها عن المقاومة، وقناعة باليأس من جدوى المواجهة، ورضى بالواقع الذليل، والمنزلة المهينة.
إذاً لابدّ من حماية نفسية من هذا الغزو، لاعطاء الانسان فرصة الخيار الصحيح، وأن يرى الاشياء على واقعها، من غير تأثير الجو النفسي المكذوب.

ومما يوفّر هذه الحماية:

1 ـ اسقاط هيبة الطاغوت:

( والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون) الاعراف: 197
(إن الذين تدعون من دون اللّه عبادٌ أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين) الاعراف: 194.
( أيبتغون عندهم العزَّة فإن العزة للّه جميعاً) النساء: 139.
( مثل الذين اتّخذوا من دون اللّه أولياء كمثل العنكبوت اتّخذت بيتاً وإنَّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون * إن اللّه يعلم ما يدعون من دونه من شيء وهو العزيز الحكيم ) العنكبوت: 41 ـ 42
هيبة الطاغوت تقوم على الكذب والتزوير واللغة الاعلاميَّة المضلّلة، وهيبته المصطنعة هي التي تمكّن له في النفوس، وهي التي تسهل له أن يعبد. وعندما يعرى، ويكشف الغطاء عن بشريته الموهونة، ومحدوديته الخانقة، وعجزه الذاتي، وعندما تسلّط الاضواء على عبوديته في التكوين، ومنشئه من الطين، وعلى بدايته ونهايته ومحكومية حياته ووجوده، وأنه عبدٌ يعرضه المرض، ويلمُّ به الالم، ويملكه الهم، ويدهمه العدو، وتأتي عليه الشيخوخة، وتنزل به النوازل، وتقصم ظهره القواصم، عندما تكون هذه التعرية وهذا الكشف لما لا لبسَ فيه، ولا ريب يعتريه، بعد أن تسقط سُتُر الوهم الداخلة على النفس من التهويل، ويلفت النظر المصروف بالتضليل، فأي هيبة تبقى للعملاق المكذوب والربّ الزور، في قبال الاله الحقّ، والربِّ المطلق؟!

2 ـ تقديم رؤية واقعية للدُّنيا:

( وابتغ فيما آتاك اللّهُ الدار الاخرة ولا تنس نصيبك من الدّنيا وأحسن كما أحسنَ اللّه إليكَ ولا تبغِ الفسادَ في الارض إن اللّه لا يحب المفسدين) القصص: 77.
( كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحلَّ عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى) طه: 81 .
( قل من حرَّم زينةَ اللّهِ التي أخرجَ لعبادهِ والطيِّباتِ من الرزق....) الاعراف: 32.
( هو الذي جعل لكم الارض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور) الملك: 15.
يرى الطاغوت وقد توفّر على القسط الاكبر من خيرات الامَّة وثرواتها سرقة واغتصاباً، وملك من فرصها ما ملك امتحاناً واستدراجاً، أن الدنيا بيده ورقة رابحة، يستعملها ترغيباً وترهيباً، ليبقى السيد المطلق، والربَّ المرغوب إليه، المرهوب منه، فتخرّ له الجباه ساجدة، والانوف متمرّغة، ويكون التذلّل والاندكاك.
__________________
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:18 PM

Style provided by: MonksDiner - Entertainment Forum
Translated To Arabic By: Nile Stars
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir