منتدى جزيرة الرياضيات  
     

Left Nav التسجيل التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

» منتدى جزيرة الرياضيات » الجزيرة الادارية » الأرشيف » الشهيد ماجد الصليبي

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع
  #1  
قديم 08-24-2009, 10:53 AM
جعفر الخابوري جعفر الخابوري غير متواجد حالياً
عضو

 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 121
الشهيد ماجد الصليبي

الشهيد ماجد الصليبي





خانيونس - خاص :

قائد فذ ، مربي فاضل و داعية مجاهد … هكذا وصف الشهيد ماجد محمد حسين الصليبي- من قبل إخوانه و رفاق دربه في مسيرة الحق و القوة و الحرية - الذي اختتم باستشهاده مسيرة طويلة من الجهاد و التضحية و العطاء .

مضى البطل إلى ربه بعد شهرس من الأمل و الرجاء عاشته عائلته و معارفه بعد أن أصيب برصاصة صهيونية حاقدة في السابع من كانون ثاني عام 2003 و ذلك خلال توغّل قوات الاحتلال في منطقة سكناه بمخيم خانيونس ، حيث وصفت إصابته بالخطيرة أدخل على إثرها لقسم العناية الفائقة في مستشفى الشفاء بغزة إلى أن فاضت الروح إلى باريها لتلحق بركب من سيق من الشهداء .



مجاهدنا الذي شاءت إرادة الله أن يمضي إلى ربه شهيداً برصاص قصف صهيوني عشوائي خلال وجوده قرب منزله في مخيم خانيونس ، فارس من فرسان الحركة الإسلاميّة و أحد مربييها الأماجد و أحد المجاهدين العاملين في حركة حماس منذ اليوم الأول لتأسيسها .



فلأسرة لاجئة تعود جذورها إلى بلدة الراس ، ولِد بطلنا في مخيم خانيونس مخيم الصمود و الشهداء بتاريخ 14/1/1969 و بين أزقة المخيم كبرت سنوات الطفولة على واقعٍ أليم من القهر و الشوق لأرض الأجداد يعزّز ذلك تربية إسلامية و تنشئة دينية خالصة .



و منذ الصغر عرف شهيدنا طريقه إلى مسجد الإمام الشافعي مسجد الشهداء و الفرسان المغاوير و في أحضان هذا المسجد و تحت ظلال الدعوة الربانية تنسّم بطلنا فهم الإسلام الصحيح منذ المرحلة الثانوية عام 1986 .



و تربّى فارسنا في بدايته على يد نخبة من مجاهدي الدعوة الأوائل الذين يشهد لهم بالعطاء و التضحية أمثال القائد أسد الكتائب ياسر النمروطي و القائد الأسد في براثنه يحيى السنوار ، و أثمرت هذه التربية في صقل شخصية هذا المجاهد الذي أصبح فيما بعد أحد القادة و المربّين الذين يشار إليهم بالبنان .



و وفقاً لمصادر حركة حماس التي نعت الشهيد كأحد القادة و الفرسان فقد شارك البطل في توزيع البيان الأول لحركة حماس قبل بداية الانتفاضة الأولى التي كان أحد الأوائل الذين انخرطوا في لجان حماس المعروفة بالأحداث و التي كانت مهمتها كتابة الشعارات و توزيع البيانات .



و كان بطلنا أحد عيون (مجد) جهاز أمن حماس فكان أحد العاملين الأوائل في هذا الجهاز تحت قيادة المجاهد الأسير السنوار . و خلال الانتفاضة الأولى و مع مرور السنوات أصبح بطلنا أحد الفاعلين و القادة الميدانيين في الحركة فتم اعتقاله ست مرات في سجون الاحتلال كان يخرج بعد كلّ مرة أكثر إيماناً و تصميماً على المضي في قافلة هذه الدعوة الغراء .



و يعتبر بطلنا من الفرسان الذين وفّروا المأوى لمجاهدي القسام و مطارديه في الانتفاضة الأولى و على رأسهم الشهيد المهندس يحيى عياش و خلال ذلك كان كاتم سرهم . و لم يسلم مجاهدنا من الملاحقة من أجهزة السلطة فاعتقل مرتين في سجون الأمن الوقائي .



و أنهى بطلنا تعليمه الأكاديمي في مجال التاريخ و كان يستعدّ و ينتظر الفرصة المواتية للحصول على الماجستير و كان يعمل إلى ما قبل استشهاده مربياً في إحدى مدارس وكالة الغوث بالمخيم .



استشهاده :



حادثة استشهاده بحسب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أنه في حوالي الساعة 11:00 مساءً أعلنت المصادر الطبية في مستشفى الشفاء في مدينة غزة عن استشهاد المواطن ماجد محمد حسين الصليبي - 34 عاماً - من سكان مدينة خانيونس ، متأثراً بالجراح التي كان قد أصيب بها في مطلع الشهر المنصرم . و وفقاً لتحقيقات المركز في حينه ، ففي حوالي الساعة 11:30 مساء يوم الإثنين الموافق 6/1/2003 توغّلت قوات الاحتلال معزّزة بالآليات العسكرية الثقيلة ترافقها جرافة عسكرية داخل مخيم خانيونس ، بهدف هدم منازل سكنية و منشآت مدنية . و رافق أعمال التجريف التي استمرت حتى الساعة 4:00 فجر يوم الثلاثاء 7/1/2003 قصف عشوائي من الآليات العسكرية باتجاه المنازل السكنية في المخيم . أسفر ذلك في حينه عن إصابة ثلاثة مدنيين فلسطينيين بجراح ، كان الصليبي أحدهم ، حيث أصيب بعيارٍ ناري في مؤخّرة رأسه ، خلال توقفه أمام منزله ، و لخطورة حالته تم تحويله من مستشفى ناصر في خانيونس إلى مستشفى الشفاء في غزة ، و كان يرقد في قسم العناية الفائقة في المستشفى إلى أن أعلن عن استشهاده في السابع من شباط فبراير 2003 .

و يقول أحد أشقاء الشهيد إن العائلة رغم تأثّرها البالغ لغياب ماجد الذي كان له بالغ الأثر على مجمل العائلة إلا أنها فخورة بنيله الشهادة التي كان يتمنّاها ليلحق بأخيه و صديقه النمروطي و صبحي أبو ناموس و كلّ من سبق من الشهداء .

و حسب الشقيق فإن والدة الشهيد الحاجة وصفية الصليبي بالكاد تستطيع كتمان دموعها لغياب ابنها الحبيب ، و هي تحرص على ضمّ و احتضان طفلته الصغرى أمل و كأنها تجد فيها ريح و نفس ابنها الشهيد . و للشهيد إضافة إلى أمل كلّ من نور - 8 أعوام – و بلال ، 12 عاماً .

و هكذا يمضي الرجال و الأبطال و تبقى ذكراهم و عطاؤهم نبراساً للسالكين و نهجاً لأتباع مدرسة البنا و الياسين .



الشهيد ماجد الصليبي بعيون د. صلاح البردويل :



لا أدري من أين أبدأ الحكاية .. من لحظة تمدّد ماجد كالجسر على رمل المخيم مضرّجاً بدمه الطاهر ، بعدما فاجأه رصاص الحقد ؟ أم أبدأ الحكاية من عيونه التي كانت تودّع الدنيا في السويعات الأخيرة على سرير العناية المركزة ؟ كلّ هذا أصابني و أصاب كلّ الأهل و الأصحاب في مقتل ، و لكن بداية الحكاية كانت مع أطفاله الصغار بلال ، و نور ، و أمل الصغيرة ، التي لم تتجاوز الرابعة من عمرها ، و التي تعلّقت به تعلّقاً لا مثيل له ، كانت البداية حين صحا الأطفال ، و صحت أمهم على صوت شباب المخيم يكبّرون وسط زخات الرصاص التي توالت لتغطّي على صوتهم ، و لتحول دون إنقاذ الجريح ماجد ، و لتمنع سيارة الإسعاف من الوصول ، و كانت الصدمة حينما تردّد على لسان المكبّرين اسم ماجد .

كان ماجد خرج لتوّه قبل أذان الفجر يحمل في يده مسبحته ، و في قلبه نور الإيمان ، و على شفتيه ابتسامة لا تفارقهما ، و في عينه ضياء و صفاء ، لم يطل وداع أطفاله ، فالأمر بسيط ، لحظات و ينطلق أذان الفجر ، و تعود دبابات اليهود و جرافاتهم أدراجها إلى المستوطنة المتاخمة للمخيم ، و نصلي الفجر في المسجد المقابل لمدفع الدبابة - جماعة ، سأل الأطفال : إلى أين يا أبي ؟ قال : لن أغيب طويلاً ، سأعود ... ثم خرج لا يفصله عن مدفع الدبابة سوى زاوية الزقاق ، سكتت أصوات المدافع الرشاشة ، تنفّس الفجر ، تململ أهل المخيم ، أطلقوا أنفاسهم المكتومة ، تساءل ماجد : هل هناك إصابات ؟ هل في الشوارع شهداء ؟ الحمد لله الذي أزاح عنا هذه الغمّة ، آن الأوان لعودة ماجد ... الآن سيطرق الباب ... الآن سيفتح الباب ... الآن... !! ..



"سالت على الأرض تباشير مطر ، شع القمر ... وجه كوجه البدر ماجد ... عين كعين الماء عذباً صافياً ... و يدان بيضاوان طاهرتان ماجد ... طيّب كطيب المسك ماجد ، و ابن المخيم ... صفحة من ذكريات ، فيها ملاعبه ، و فيها ما رآه الطفل ماجد !! الشعر مثل أشعة الشمس الجميلة ، و كلامه مثل الندى ، و ذكاؤه في عينه برق كبرق الضوء ماجد ... آن الأوان تقدّمي يا روح ماجد !! صرخ الصغار : متى يعود ؟ كانت بدايات التلعثم في الإجابة ... ناموا ، سيأتي بعد حين ... ! و تمدّد البطل الجريح كمثل جسرٍ فوق رمل الأرض ... عاد الجميع إلى البيوت و لم يعد في الرهط ماجد !!" ..



و ظلّ بلال و نور و أمل ينتظرون عودة حبيبهم ماجد ، و لم يستطيعوا بالطبع أن يزوروه في مرقده هناك في غزة بسبب صعوبة الحواجز ، و لأن سرادق العزاء لم يقم له ، فقد اعتقدوا اعتقاداً جازماً بعودته ، و اقترب عيد الأضحى ، و اشترى الأطفال ملابس العيد ، قالوا سيأتي مع العيد كما عوّدهم كلّ عام من المستحيل أن يغيب على العيد ، و كانت ليلة العيد قد أزفت ، و أوفى بعهده ماجد ، وصلت "البشارة" مع منتصف الليل تزفّ لهم عودة الحبيب ماجد ، و مع الصباح كان الأطفال كالعصافير الملونة يستقبلون العيد بعودة والدهم ، و كانت لحظة اللقاء ، سار بلال في موكب من شباب المخيم للقاء حبيبه قبل أن يصل إلى البيت ، بينما انتظرت نور و أمل على أحرّ من الجمر وصوله إلى البيت .

كنت أرقب خطوات الصغير بلال و هي تنهب الطريق نهباً إلى المستشفى ، تعلو وجهه ابتسامة عريضة ، و تملأ وجهه علامات شوق عميق . و كانت لحظة اللقاء هناك في مشرحة مستشفى ناصر ، حيث خرج الجيب ممدّداً من الثلاجة و قد سلبت عيونه ، و سال خيط دمٍ رفيعٍ لامعٍ من أنفه و عصب رأسه ، وثب الحبيب إلى الحبيب و تعانقا ، و علا نحيب لست أدري كيف كان ، و جعلت أبكي مثل موّالٍ حزين ، و ضربت قلبي أستفز الشعر من بين العروق ، فتبلّمت فيّ الحروف ، و تساقطت كلّ الروابط من تلافيف الكلام ، و جعلت أصطنع الكلام ، و جعلت أنتزع القوافي من قفا قلبي الذي ما عاد منتظم الزوايا و الوجوه ، و أنا أنادي يا بلال اصبر فإن أباك في جنات خلد لا يموت ..." ..



كانت هذه بداية القصة التي لم أكتب سوى عنوانها ، و عنوانها هذا هو العرس الفلسطيني !! لا يصل الحبيب إلى الحبيب !! إلا طريداً أو شهيداً !! هذا هو العرس الفلسطيني و أما باقي القصة فسنكتبها معاً ... أنا .. و أنتم ... و بلال ... و الطريق أمامنا طويل ، و ليس لي إلا أن أقدّم للشهيد ماجد "أبو بلال" عذراً ، "عذراً أبا بلال ، إن جفا الموال و استبدت حرقة الألم ... عذراً إذا تبلم القلم و أعلنت حروفه عصيانها ، فلسوف نلوي حزننا و ننطلق ... و نكتب الحكاية ..." .
__________________
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:14 PM

Style provided by: MonksDiner - Entertainment Forum
Translated To Arabic By: Nile Stars
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir