منتدى جزيرة الرياضيات  
     

Left Nav التسجيل التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

» منتدى جزيرة الرياضيات » الجزيرة الادارية » الأرشيف » هناك فرق بين الإعجاب والحب في الله

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع
  #1  
قديم 05-18-2008, 06:33 PM
أحمد محمد عويضة أحمد محمد عويضة غير متواجد حالياً
عضو

 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 552
هناك فرق بين الإعجاب والحب في الله

السؤال: ما معنى الإعجاب؟ وما الفرق بين الإعجاب والحب في الله؟ وما هي علامات كل منهما؟ ثم رسالة توجهونها إلى من ابتليت بالإعجاب وهي غير معترفة بذلك؟ وجزاكم ربي جنة الفردوس الأعلى.
الاجابة : الأخت الكريمةالإعجاب وما أدراك ما الإعجاب..
مصطلح تحدث عنه الكثير من المختصين من حيث تعريفه ومظاهره وأسبابه وعلاجه، ولو كتبتِ عبارة الإعجاب في أحد مواقع البحث لوجدت الشيء الكثير والمثير حول هذا الموضوع، لكن لا يمنع أن أشير ولو إشارات بسيطة لهذا الموضوع حتى تعم الفائدة.
الإعجاب صفة يحملها الكثير من الناس رجالاً ونساء، وهو بحد ذاته يدل على براعة في الانتقاء أو في الاختيار، لذا لا يمكن أن نختار ما نريد إلا بعد أن ينال على إعجابنا وهذا في كل شيء تقريبا، في المأكل والمشرب والملبس وكذلك المسكن، كل هذه الأشياء يصاحبنا الإعجاب في اختيارها والتفريق بين أنسبها بالنسبة لنا،وهذا أمر يكاد يكون فطرياً لدينا، بل وله أصل في شرعنا المطهر.
لكن المشكلة أننا وظفنا الإعجاب في أمور أخرجته عن طبيعته ولونته بلون الانتقاد متى ما ذكر، وذلك عندما حصره البعض على العلاقات التي تكون بين شابين أو شابتين يهيمان في بعضهما وهما لا يشعران، فتتأثر أنفسهما ومعيشتهما وحياتهما كلها بهذا الأمر، لدرجة أن أضراره تصل إلى أجسادهما فتنحل وأمزجتهما فتضيق!وهذه نتائج طبيعية لأي شيء يستخدمه الإنسان في غير مكانه الطبيعي، فالقلم مثلاً صنع من أجل الكتابة ولم يصنع من أجل أن تقطع به الخضار وهكذا.
وما يحدث بين بعض الفتيات من إعجاب في المنظر والمظهر والمأكل والمشرب والابتسامة والمشية والحركة والنطق، وما يصاحب ذلك من قلق وضيق وهم أثناء الافتراق وبالذات أثناء الإجازات بين الطالبات مثلاً بسبب فترة الانقطاع، وما يقدم من ورود أو أوراق حمراء، كل ذلك هو من مظاهر الإعجاب ومن الأمور التي يحرِّمها شرعنا الحنيف ولا يقرها، لأنها لا تستند إلى قاعدة شرعية، وإنما إلى عواطف متقلبة تستند في كثير من منطلقاتها على عادات هي ليست من عاداتنا كمسلمين.
وفرق كبير جدا بين مظاهر الألم الناتجة من الافتراق المصاحب للإعجاب وبين مظاهر الألم الناتجة من الغربة والانقطاع بين الناس عامة، سواء كانوا أقرباء أو أصدقاء تفرقهم ظروف الحياة أو المعيشة، فهذا من الطبيعي أن يحدث معه ألم لكن ليس بالصورة التي يحسها المعجبون، لذا لابد من التفريق.
ومشكلة الإعجاب - الذي يحدث بين الفتيات أو الشباب مثلا - أنه يساهم في إلغاء شخصية الأفراد، وذلك عندما ينسلخ المُعجب من شخصيته وذاته ويتمثل شخصية المعشوق أو المعشوقة التي حضيت بهذا الإعجاب! هذا على مستوى الإنسان مع نفسه وشخصيته.. أما على مستوى علاقة الإنسان بربه فلا شك أن لذلك أثر يدركه المعجبون، وذلك حينما تنشغل قلوبهم وأذهانهم بهذا الإعجاب حتى في صلواتهم وصلتهم بمن خلقهم، والسبب أن القلب الذي خلقه الله لا يمكن أن ينشغل إلا بالله ومتى ما انشغل بغيره فإن الأجهزة والحواس جميعها ستنشغل بذلك الغير.
وفرق كبير أيضا بين الإعجاب والحب في الله..
فالإعجاب كما عرفه البعض هو.. (الإفراط في المحبة , تتركز فتنته ـ غالباً ـ على الشكل والصورة, أو انجذاب مجهول السبب, لكنه غير متقيد بالحب لله, ويدعى بعضهم أنها صداقة وهي ليست كذلك؛ لأنها صداقة فاسدة لفساد أساس الحب فيها بعدم انضباطها بضوابط الشرع. والعشق رغم سهولة بداياته إلا أن نهايته انتكاس للعاشق, وخروج عن حدود الشرع, ولهذا كان بعض السلف يستعيذ بالله من العشق, فهو إفراط في الحب في أوله, وهو عبودية للمعشوق في نهايته, تضيع معها عبودية العبد لله).
أما الحب في الله فهو أمر محمود قد حث الشارع الحكيم عليه وأعطى صاحبه مكانة يوم القيامة لا ينالها إلا المتقون الموفقون، فالمتحابان في الله ممن يستظلون بظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله قال عليه السلام (ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه)..
والسبب في وجود هذا الفرق الكبير بين الإعجاب والحب في الله ؛ هو أن الحب عُلق قبوله وأجره بأنه في الله، أي أن المتحابين علاقاتهما مبناها على ما يرضي الله، ومتى ما حدث من أحدهما شيء يغضب الله فإن الآخر لا يقبله ولا يقره لأنه من مقتضيات المحبة في الله أن لا يجاري صاحبه على ما اقترف من مخالفة، ولأنه في الأصل لم تنبني العلاقة على مصلحة يجنيها الطرفان أو أحدهما كأن تكون من أجل المال أو الجمال أو الجاه أو أي داع يدفع الطرفان لأن يعجب أحدهما بالآخر، وهذا على العكس تماما من الإعجاب الذي تحدث معه بعض المخالفات المنافية تماما لمعنى الحب الحقيقي.
أما من ابتليت بداء الإعجاب فأقول لها اقرئي ما قاله ابن القيم رحمه الله تعالى عن العشق حيث يقول (القلب إذا أخلص عمله لله لم يتمكن منه العشق فإنه يتمكن من القلب الفارغ) وهذه حقيقة يدركها المعجبون أيضا قبل غيرهم.. وهي أن العشق والإعجاب أول ما يغزوان القلوب التي فيها مساحة واسعة من الفراغ.. هذا الفراغ لا يمكن أن يعيش الإنسان بدون أن يملأه، وإذا لم يملأه الإنسان بالطاعة والتقوى فإنه سيكون جاهزا لأن يستقبل أي لون من ألوان الإعجاب أو غيره..
يجب على هذه الفتاة أن تراجع نفسها وتنظر في منسوب إيمانها ومدى ما تحمل من خشوع عندما تقف أمام ربها في الصلاة مثلا، وكم نسبة هذا الخشوع؟ ما مدى تأثير هذا العشق على سير علاقتها بالله؟ كم حجم التنازلات التي قدمتها أو تقدمها في سبيل أن تعيش هذا العشق بدون انقطاع أو انحسار..؟ ما تأثير هذا العشق على علاقاتها بالآخرين؟ كم نسبة التفكير التي تمنحه المعجبة لتلك المعجب بها؟
أسئلة كثيرة ينبغي أن تسأل المعجبة نفسها عنها لتعلم حجم السلبيات التي تحملها إزاء هذا الإعجاب أو ذاك العشق بعد ذلك ستعترف على الأقل لنفسها إن لم تعترف للآخرين بأنها واقعة في الخطأ شاءت أم أبت.
يجب على المعجبة أن تعلم أن استمرارها في الإعجاب قد يترتب عليه فساد في الحياة الزوجية في المستقبل، وهذا يحدث عندما تطلب من زوجها نفس المشاعر والأحاسيس التي كانت تتبادلها أثناء وقوعها في الإعجاب فلا تجدها بنفس الأسلوب السابق، وذلك لأن العلاقة في الحياة الزوجية مغايرة تماما لمفهوم الإعجاب، فهي مبنية على الحب المتبادل بين الزوجين، الحب الذي ينتج من خلاله ترابط وألفة تعيش من خلاله الأسرة حياة سعيدة وهادئة لا حياة مبناها على العواطف فقط.
ختاما.. أقول لهذه الأخت الكريمة: تذكري بأن هذه الإعجاب لن يدوم، بمعنى أن له نهاية، هذه النهاية ستكون يوما من الأيام بالنسبة لك ذكريات طريفة، بل قد تكون - واسمحي بذلك - موضع سخرية منك، لأنه كلما تقدم الإنسان بالسن فإنه يرى الكثير من تصرفاته السابقة على صورتها الحقيقة فيبدأ يميز بين صوابها من خطئها.وفقك الله لكل خير وجعلنا الله وإياك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:20 AM

Style provided by: MonksDiner - Entertainment Forum
Translated To Arabic By: Nile Stars
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir