عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-11-2007, 02:21 PM
جعفر الخابوري جعفر الخابوري غير متواجد حالياً
عضو

 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 121
الموضوع الثالث: الشعارات التي نطلقها
أقف أمام معنى ذكرته سابقاً وأذكره وأسقطه على الواقع، ذكرت في أحاديث متفرقة منذ 92 عندما كنا نريد أن نطرح موضوع العريضة وغيرها وكنا نتناقش في الشعار وصلاحية أي شعار عندما ينطلق وهذا حديث كان لأن شعار المرحلة التي سبقت هو شعار فطري وانفعالي وليس شعار مخطط له وكان كردة فعل على الواقع المعاش في تلك الفترة كان شعار مرحلة الثمانينات هو شعار الموت وإلغاء الطرف الذي كان يستهدف الشعب في تلك الفترة، وكان شعار انطلق لظرف تاريخي ولما جئنا في 92 كنا نحاكم هذا الواقع فوجدنا أن الشعار الذي لا بد أن يكون علامة وعنوان للتحرك أن يكون شعار وطنياً فكان العودة إلى دستور 73، وأن يكون شعاراً إصلاحياً ولن نعدم الاستفادة الكبرى من شعار الإمام الحسين عليه السلام "إنما خرجت لطلب الإصلاح"، أن يكون شعار محق يتمثل فيه الحق شعار الحسين عليه السلام شعار"الإصلاح في أمة جدي" شعار إرجاع الإسلام على ما كان عليه في زمن رسول الله (ص) و"أنا ابن رسول الله وعلي وفاطمة ويزيد فاجر كاذب شارب للخمر" هذه مدرسة الحق وتلك مدرس أخرى، مدرسة الحق تنطلق فيها شعارات يكون فيها الشعار أخلاقياً أي لا بد أن تكسب في الشعار ويكون البعد الأخلاقي حاضراً فيه، ويكون شعاراً من مصاديق الأخلاق العالية لأمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام "إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، وكفاكم لو وصفتم أعمالهم، وذكرتم حالهم، كان أصوب في القول، وأبلغ في الغدر وقلتم مكان سبكم إياهم، اللهم احقن دماءنا ودماءهم، واصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله، ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به"، فلا يكفي في الشعار أن يكون شعار حق بل يجب أن يقترن بخلق ديننا، الشعارات الأخلاقية ليست مسألة عابرة في الصراعات أو في التدافع لا، من أسس نجاح أي شعار أن يكون قابل للتحقق ولها أفق التحقق، لما نقول العودة لدستور 73 شعار أقدر على التحقق من شعارات أخرى كنا نتدارسها في تلك المرحلة وعندما جئنا نطالب بصيغة جديدة أو نطالب بدستور 73 وجدنا أن دستور 73 والعودة للحياة الدستورية من منطلق دستور 73 أقدر على التحقق من شعار جديد فكان هذا هو الخيار.
شعار يساهم في التوافق بين المجتمع وبين القوى ويوحدها هذه علامات أساسية هي ألف باء أي شعار يمكن تحدثت في عدد من المحاضرات في هذا الاتجاه بعض الشعارات لا تتصف بأي شيء مما سبق ولا تحقق شيء مما سبق، فهي لا تحدث توافق ولا تتحقق ولا تتقدم فيها على الآخر الذي يصارعك ولا تحتوي على البعد المثالي كل هذه المميزات الأساسية تفتقدها بعض هذه الشعارات التي تندفع فيها بعض مجاميعنا الشبابية تحت واقع الشعور بالأزمة وواقع الشعور بالفساد المالي والتمييز وغيرها من المشاكل الحق والأزمة الحق ولكن بعض هذه الشعارات في حساب السياسة وفي حساب الحركة وفي حساب تحقيق الإصلاح شعار يقع في خانة الخطأ السياسي والخطأ الوطني.

الموضوع الرابع: زيارة سماحة السيد عبد العزيز الحكيم إلى البحرين وما جرى من تبعات
انطلقت في الأمس واليوم بعض التصريحات والبيانات المعاكسة لزيارة شخصية سياسية عراقية وهي سماحة السيد عبدالعزيز الحكيم، وأجد في أن هذه البيانات والتصريحات والخطابات التي وجدتها في بعض الصحف وفي نظري هي شعرات وبيانات وتصريحات خاطئة وغير موفقة لأسباب عديدة أذكر منها ثلاثة أسباب:
السبب الأول: هذا الشعار الذي ينطلق ضد هذه الشخصية بكل بساطة ممكن أن ينطلق ضد شخصية أخرى من واقع سياسي مختلف عن الوسط الذي انطلقت منه هذه الأمور ومن رؤية سياسية أخرى، على سبيل المثال لو أتى مثلاً السنيورة إلى البلد ممكن أن يخرج بعض الناس ويقفون ضد زيارته ويكتبون بيانات ضده.
في الجانب الآخر يأتي الأمريكيين إلى البلد وتأتي كندليزا رايز إلى البلد ويأتي كل هؤلاء إلى البلد ما شفنا أي من هذه التصريحات والبيانات والخطابات، ممكن أي شخصية أو أي فصيل ونتيجة للصراعات والخلافات في هذه المناطق ممكن أن تكون هناك شعارات ومواجهات وبرامج أخرى وهذا الأمر يدخلنا إلى الخطأ الثاني في تقديري في هذه التصريحات والبيانات.
السبب الثاني: هو خطأ استجلاب و اقتباس ونقل الأزمات الخارجية إلى داخل البلد، يعني نحن في بيت من عريش أو خشب وعندك نار هناك في الخارج في خارج منزلك تذهب وتجلب لك قطعة من النار من خارج منزلك لماذا، هذا النوع من البيانات والتصريحات وغيرها من الأمور تجلب لنا هذه النار، المشكلة موجودة هناك نسأل الله أن يحلوها، الحمد لله لما حدث البارحة في مكة المكرمة لفلسطين ونسأل الله سبحانه وتعالى لإخواننا في العراق ولبنان أن يصلوا إلى هذا التوافق الوطني ولو المرحلي على طريق التوافق الطويل الأمد.
السبب الثالث: لعله لم يلتفت الكتاب والمصرحون بأن هذا ضيف علينا والضيف لا يأتي إلى على دعوة من مضيف ومن ينال من الضيف ينال ممن استضافه والمضيف في هذه المسألة هو الملك فمن نال من ضيف الملك نال من الملك، هؤلاء ملتفتين إلى هذه المسألة أم لا، الكلمات بكل ما تحتويه من شدة ترى هي صايرة في رأس الملك فهذا هو ضيفه ولم يأتي إلا بدعوة منه، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنب بلدنا أي نوع من الهزات التي هو في أمس الحاجة إلى الابتعاد عنها لما يتميز به هذا البلد من هشاشة الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تحتاج إلى مزيد من التمتين على طريق الثبات والاستقرار من أجل التنمية والتقدم والبناء.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ } (21) سورة يونس
نلاحظ ذلك في حياتنا جميعاً، أول ما يأتي ألم في الأسنان في المعدة في الرأس تكون أٌقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ضر بسيط وإشعار بسيط وهذه هي أحدى فلسفات الألم وبعض صوره بعضها امتحانات وبعضها تنبيهات، نجد بأننا أقرب إلى الله ونستشعر في هذه اللحظة تقصيرنا تجاه الله سبحانه وتعالى وكل حالاتنا تقصير إذا أدركنا معنى الله سبحانه وتعالى فكل حالاتنا التي نعيش هي تقصير إلا الحالة التي نصل فيها إلى درجة كاملة من الإخلاص في العبودية والفعل لله سبحانه، وهذه المسألة قليلٌ ما نقوم بها ولكنه غفور رحيم، وإلا بحق معنى الإله الوجود البشري في حالة تقصير دائم تجاه الله تستوجب الاستغفار والحياة.
{وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء}
ألم ضر فقر فقد أمن نجد الناس بعد ذلك وبعد مرورهم بهذه الحالة وبعد نزولهم من السفينة يحاولون أن يعودوا إلى ما كانوا عليه ويتخلوا عن تعهداتهم القلبية والنفسية التي صاحبت الضرر، وعلى من المكر الواحد يغافل إنسان يغافل جن ملاك لأن بعض الذنوب تبقى مخفية بحسب بعض الروايات لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، من تغافل وبمن تحاول أن تمكر تضحك على من؟ أنت نقطة لا متناهية في هذا الوجود، إذا أردت أن تلاعب لاعب أناس لاعب بشر وليس الله سبحانه وتعالى.
{قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا}
الذي يصيغ حياته باتجاه محاولة الخديعة العملية لله سبحانه وتعالى وبالتالي لا يغمض عينه عن حرام ويتساهل في الواجب ويتجاوز لحد من حدود الله كأنه لم يكن هناك شيء، ليس مع الله سبحانه وتعالى قل الله أسرع مكرا، فمكر الله أيها الأحبة ليس بعصاه تنزل على رأسك أو بسيف يقطع رقبتك هذه الأمور هي أسهلها ولكن من مكر الله سبحانه وتعالى أن يمد لك في السعة والرزق والمكانة وأنت تعصيه، من مكر الله سبحانه وتعالى لمن أراد الاستعلاء عليه والتجاوز عليه أن يترك له هذا الخط ولا يعاقبه عقاباً سريعاً فيحتطب الإنسان على نفسه.{إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ}.
{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (22) سورة يونس
هذه هي حالة الحياة ومن لم يعد العدة إلى تحمل الموج سيغرق، الموج في السفينة مثال في كل حياتنا وهي سنة الامتحان هذا جزء مربوط بسنة الامتحان وهذا الامتحان لست أنت الوحيد فيه، هو امتحان لك فردي لك كفرد بما يتعلق بك من عقيدة ومن مشاعر، وامتحانات شديدة وأساسية لصيقة وامتحانات يومية في درجة علاقتك بالله سبحانه وتعالى على ضوء عقيدتك وتصرفاتك التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، وامتحانات تقع عليك في البعد الاجتماعي فيكتب الله لك أن تكون تحت سلطة ظالم وعليك أن تتصدى له وتحت فاعل للمنكر وعليك أن تنهاه وتحت وضع يفتقر إلى المعروف وعليك أن تأمر بالمعروف.
علينا أيها الأحبة أن نستعد باستمرار وأن نقوي من جنبات إيماننا الفردي ووعينا الاجتماعي دائماً تحسباً واستجابةً واستعداداً حقيقياً لما يمكن أن تُعصفُ به من رياح ومن موج من كل مكان تظن معه أنه أحيط بك، بعد ذلك {دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}.
{فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (23) سورة يونس
انظروا إلى هذه الصور المتكررة في نكران جميل الله سبحانه وتعالى، ليس مثال سفينة وإنما جميعنا والعياذ بالله بدرجات متفاوتة نفعل ذلك مع رب العزة، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يلتجئ إليه في السعة ويصدق في الالتجاء إليه ويصدق في الامتحانات على قاعدة الإيمان والإخلاص لله سبحانه وتعالى.

غفر الله لي ولكم أيها الأحبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.