قصة جميلة للأطفال (الجزء الرابع و الأخير)
البيضة المرقطة(الجزء الرابع و الأخير)
ثم تقدم من الطائر يشكره قائلاً: - أنت الذي أنقذت حياتي و ليس أنا ، فأنا لم أقدم لك سوى الطعام ، أما أنت فقد قدمت لي الحياة كلها . و ذلك لأنني لم أكن أحيى قبل اليوم . . كنت كل يوم أتمنى أموت و أن تنتهي هذه الحياة التي كنت أعيشها في وحدة قاتلة. و لا أعرف ماذا أفعل . كنت فقط آكل و أشرب و أنام. . لقد كنت ضائعاً يائساً و لم أكن أجد أي معنى لحياتي.أما الآن و بعد أن عرفت خالقي حق المعرفة ، فأنا أحب الحياة ، لقد أصبح لها معنى رائع، و طعم عظيم ، و كم أنا سعيد و مسرور بذلك . فأنا الآن أعيش من أجل هدف من أن أعبد الله الذي خلقني و أطلب رضاه و أقضي عمري في حبه و التعبد له . . فقال الطائر: - و أنا أيضاً سعيدٌ بك فأنت رغم صغرك أخذت تفهم بسرعة . كم أنا معجب بذكائك الشديد و الآن أرجو أن تسمح لي سأتركك لأعود لأهلي و أنا مطمأن عليك. أقبل الصوص يودع الطائر و قد أحبه كثيراً و بقي الصوص ينظر إلى الطائر و هو يحلق في السماء إلى أن اختفى وراء الأفق . و صار الصوص كل يوم يتعبد الله و يسبح له و هو فرح فرحاً عظيماً حتى أنه كان يقبل النبتة و كل شيءٍ حوله فهو يحب كل الأشياء لأن الله خلقها و هو يحب الله . و كان حينما ينظر حوله و يتطلع إلى السماء و إلى الكون كان يقول: إن الله خلق هذا الكون و جعل له نظاماً و قانوناً لا يحيد عنه أبداً.و أنا إذا سرت على قانونه و أطعت أوامره فلن أخشى شيئاً أبداً. و مرةً كان الصوص يتطلع إلى الأفق و حب الله يملأ قلبه إذ رأى ثعلباً قادماً من بعيد ففرح به الصوص أشد الفرح و أخذ يصرخ و ينادي . و لم يكن يعلم أن الثعلب سينقض عليه حالما يراه.و بالفعل فقد أقبل الثعلب يركض عندما سمع صوت الصوص و هجم عليه و أمسكه بين فكيه و راح يركض . كان الصوص مغمى عليه من شدة الخوف و الرعب ركض الثعلب مسافةً طويلة ثم فجأة سمع الصوص دوياً قوياً و سقط من بين فكي الثعلب و كان الثعلب مرمياً على التراب جثةً هامدة . و الدم يسيل منه بغزارة ، كان ذلك الدوي هو طلقة بندقية الصياد الذي كان ينتظر الثعلب. ركض الصوص مبتعداً.و عندما وجد نفسه في مأمن أخذ يسترد أنفاسه و هو لا يصدق كل الذي جرى له . لماذا حاول الثعلب أن يأكله ؟ و لماذا قتل الصياد الثعلب ؟ . . . و قال في نفسه سبحان حكمتك يا رب و أخذ يسير و هو أيضاً لا يعلم إلى أين يسير . . . سار حتى كادت الشمس أن تبلغ المغيب فوجد الصوص نفسه بالقرب من مزرعة آهلة بالسكان . فدخلها. و هناك غمرته الفرحة إذ وجد أن المزرعة تعج بالدجاج و الطيور و استقبلته دجاجة و احتضنته تحت جناحها لما رأته يلهث و التعب الشديد بادٍ عليه. عندما عادت إليه الطمأنينة تجمعت حوله كل الطيور و راح يحكي لها قصته . و يرشدها إلى طريق الله السليم . و صراطه المستقيم. وهكذا انتهت قصة البيضة المرقطة مع تمنياتي لكم بالاستفادة من هذه القصة و بدوام التوفيق و النجاح مع تحيات أحمد الشجار |
تشكر اخي
|
الساعة الآن 07:02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir